يقول الله تعالى فيه قولا خالدا : (وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا )
السرّ يكمن في تعاليم القران وتعاليم المصطفى عليه الصلاة والسلام،
فقد أعطى للوالدين مرتبة عالية حتى إنه عندما سئل أي
العمل أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها، قال ثم أي قال:
بر الوالدين قال ثم أي قال: الجهاد في سبيل الله) [رواه البخاري].
لاحظ ترتيب الاعمال الاحب الى الله ...الصلاة لوقتها دون تاجيل ولا تاخيرلانها تعني الانتماء للدين وتعبر عن حب الله تعالى
ثم .....بر الوالدين والاحسان اليهما
ثم الجهاد في سبيل الله ...
النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر إيذاء الوالدين من الكبائر
بل من أكبر الكبائر!! قال صلى الله عليه وسلم:
(ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال:
الإشراك بالله وعقوق الوالدين ....[رواه البخاري].
ولو تأملنا أحاديث النبي الكريم نجد أن برّ الوالدين سبب رئيسي
لدخول الجنة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(رغم أنفه... ثم رغم أنفه... ثم رغم أنفه... قيل مَن
يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر...
أحدهما أو كليهما فلم يدخلاه الجنة) [رواه مسلم].
وكفى الاسلام فخرا ان يوصي بالوالدين ويوصي بالاحسان اليهما
ويجعل ذلك من شريعته ومن تعاليمه ومن اخلاقه ومبادئه وابجدياته
انها ايات كريمة بمثابة التعاليم التي يجب ان تصان
قال تعالى
1- (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) ..اجمل االوصايا بالام الحنون ولن تجد وصية اجمل منها ولا ارق منها
2- (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ)،...وصية بالاحسان ومن البر والاحسان الا ينسى والديه من
الدعاء وطلب المغفرة لهم
3- (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ)...
فان شكرت فاشكر الله عن نفسك وعن والديك فلا يجدر ان تنساهما
يوما ولا تنسى برهما وفضلهما في حياتهما وبعد مماتهما
4- (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي
عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)...يا لله ما اعظمها من وصية !!من الذي يوصينا ؟؟ انه الله تعالى ,يوصينا ان نشكر لله ونشكر والدينا مباشرة بعد شكرنا لله.
الله تعالى يقرن وجوب شكره مع وجوب شكر الوالدين ...وجمع بينهما بواو العطف!
"ان اشكر لي ولوالديك"
فاي مكانة للوالدين في دين الاسلام العظيم؟؟
5- (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا
كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)... ومن البر الدعاء لهما بالرحمة
بل ومن شدة رحمة الابن بامه وابيه فهو يتذلل لهما
ويضعهما تحت جناحيه ...كما يضع الطير فراخه الصغيره تحت جناحيه
كناية عن عطفه وحنانه بوالديه
وكناية عن رعايته الشديدة لهما
ولذلك نجد االقران العظيم يلخص دعوة الاسلام بالرحمة فقال تعالى :
: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107].
ولو ادرك الغرب عظمة الاسلام لدخلوا فيه افواجا
ولو علموا تلك المعاني الجليلة وادركوا موقعها في كتاب الله
لسجدوا لله تعالى سجود العائد الى ربه !
انها رساله الى كل من يبرون امهاتهم وابائهم ..ندعو الله ان يبارك برهم ويزيدهم من فضله
وهي رسالة الى من يقصرون بواجبهم نحو امهاتهم ,لهؤلاء نقول ان كان العالم يحتفل ليوم واحد بعيد الام وعبرون فيه عن حبهم لامهاتهم